الخميس، 30 يوليو 2015

أمر الدنيا غريب ....بقلم الاديب / وصفي المشهراوي

  يوم أن كان الزمن الجميل يبتسم لمحبيه ! وتتلألأ الذكريات في كل اتجاه بين ثنايا الذاكرة التي لا تعرف للوجع آنذاك مكانا ! ويوم أن كان القلب ينبض بكل أحاسيس الشوق للحبيب أو الصديق أو القريب ! ويوم أن كانت الفزعة من الناس لمن يحتاج اليهم في أمر هو بحاجة فيه الى كثرة الأيدي المعينة والسواعد المساعِدة ! يوم أن كان الصدق هو الثريا التي لا تعرف الهبوط مع الثرى ! يوم أن كان كل شيئ يضحك أمامك من القلب لا من الوجنتين فقط ! تبدلت الدنيا وأمسى أمرها غريبا يدعو الى الدهشة والحيرة ! لم يكن في العهد الجميل أن يحتاج الصديق اذا اردت الاحتفاظ بمودته الى عكاكيز لتثبيت حبه ! وحلف أغلظ الأيمان لتأنيس ظنه ! ولم يكن الصديق في تلك العهود الرائعة بحاجة الى أي معونة لتزيل عنه الشك وسوء الظن الذي لم يطرأ الا في العهد الجديد الذي خلا فيه الصدر من القلب الذي ينبض واستبدلت بدلاً منه ماكينة وآلةً تُدار حسب المزاج ! ويجب عليك ان تثبّت للصديق الغاشم آليّة تهندسها أرقام الرضى عنك طالما أنت لم تنصحه بالرجوع عن خطأ ! وطالما ابتعدت أنت عن الاتيان بأي كلمة تذكّره بالعدول عن الظلم الذي هو فيه ! وطالما أنك تقول نعم لكل ما يقوله !وأنك اذا رأيت حماقته قد تشكلت ألوانها لتقترب من ساعة الصفر للاحتفال بحماقته ! ينبغي عليك لحظتها اذا اردت الحفاظ والاحتفاظ بصداقته أن تبارك لعقله بأنه قد نضج وليس كل كيانه قد ارتجّ ! هذا هو الوقت الذي يجب عليك أن تفعل فيه ما يلزم لبقاء الصحبة المهترئة ضمن خطوط التوازي ما بين الضلال والعمى ! هذا الذي يحدث في عالمنا اليوم ليبقى الصديق صديقا ؟ لكنني أدلك على طريقة تزيل الغرابة وتنهي الدهشة ! اقرأ على روحه السلام وابحث عمن لا يحتاج الى شيئ من تلك المهازل في هذا الزمن الغريب ! وانك لن تعدم روحاً تضاحك الشوق فيك ! وبسمة تغرّد مناقير ودّها لتلثم التوق فيك ! فاذا فعلتَ أنت ما أعظك به سلّم الله محيّاك وسلّم الله كل ثنية في فيك !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق