الجمعة، 24 يوليو 2015

العذراء والبحر ***سائد ابو أسد



العذراء والبحر

تضِيقُ نَفْسِي
فَأُسَامِرُ البَحْرَا
وَأَمْلَأُ هَمِّي
فِي قَوَارِيرِ المُنَى
أَلْقِيهَا أَنْثُرُهَا
فِي لُجَّةٍ كُبْرَى
أَجْثُو بِحَضْرَتِهِ
أَهْفُو أُهَامِسُهُ
وَأُسَارِرُ المَوْجَا
مَا خَالَجَ الصَّدْرَا
وَتَلَامَسَ اﻷَمْوَاهَ
أَقْدَامِي جَوَى
تَرْتَدُّ تَرْطُمُهَا
وَتُنَاطِحُ الصَّخْرَا
يَا صَوْتَهُ الشَّادِي
النَّفْسُ تَعْشَقُهُ
أِذْ شَابَهَ السَّحْرَا

آهٍ يَا بَحْرُ
كَمْ تَكْنِزُ فِي
أَحْشَائِكَ مِنْ حَكَايَا
تَطْرُقُ السَّمْعَ
لِلشَّاكِّينَ ﻻَ
تَضْجُرُ لِبُكَائِهِمْ
لِشَقَائِهِمْ أَوْ لِلرَّزَايَا
أَدْمُعُ العُشَّاقِ
أَنْهَارٌ تَهَاوَتْ
وَالفِرَاقُ وَلَوْعَةً
سُكِبَتْ بجوفك
أَفْجَعَتْ حَتَى
المَنَايَا

تَشْكُو لَكَ العَذْرَاءُ
مَا كَانَ وَكَانْ
مُنْذُ عِقْدٍ مِنَ
زَمَانْ
تَعْزِفُ ألأَوْتَارَ
قِصَّتَهَا وَتَحْكِيهَا
الكَمَانْ...
يَا بَحْرُ أَشْفِقْ
وَاحْنُو تَرَفَّقْ
وَقْتَ الشَّفَقْ
فِي جَوْفِ زَوْرَقْ
غَابَ فِيكَ
ذَاكَ المَلِيكُ
وَمَضَى بَعِيداً
يَطْلُبُ القُوتَ
القَلِيلَ
أَبَحْرِي الهَدَّارْ؟؟
لَا تَخْطِفْهُ
مِنِّي أَرْتَجِيكْ!!

هَجَرَ القَلْبَ
فَأضْنَانِي الفِرَاقْ
وَالنَأْيُ يَا بَحْرِي
كَمَا العَلْقَمُ مُرّ
وَالمَذَاقُ هُوَ
المَذَاقْ!!
قَلْبِي المَكْلُوم
يَشْكُو وَالجِمَارْ
تُرَاقِصُ الهَجْر
وَلَا تُبَالِي
بِاحْتِرَاقْ!!

وَتَجْمَعُ العَذْرَاءُ
أَصْدَافاً تَرَامَتْ
فَوْقَ شَاطِئِكَ
المُوَشَّى
عَلَّهَا تَنْشُدُ دُرَّةً
سَاقَهَا البَحْرُ
أِلَيْهَا..
وَلَعَلَّهُ فِي الشَّاطِئِ
اﻵخَرِ أَرْسَلَ فِي
نِسْمَةِ قِبْلَةٍ قَصَدَتْ
يَدَيْهَا..
وَلَعَلَّهَا تُلْقِي النَّوَارِسُ
شَوْقَهُ وَشُجُونُهُ
يَوْماً عَلَيْهَا

هِيَ...
تَعْشَقُ اﻷَصْدَافَ
يَا لِجَمَالِهَا !!!
أِذْ تَنْظُمُ العِقْدَا
وَلَعَلَّ مَوْجاً مُسْرِعاً
يَأْتِي بِهِ فَيُجَدِّدُ الوُدَّا
وَمَضَتْ تُدَنْدِنُ لَحْنَهَا
وَتُغَالِبُ السُّهْدَا
القَلْبُ أِنْ يَحْيَا سَلِيماً
نَابِضاً فَلْنُكْثِرِ الوَجْدَا
يَا بَحْرُ
أِنِّي أَكْرَهُ الصَّدَا
يَا بَحْرُ
أٍنِّي أَبْغُضُ الفَقْدَا
أَلَا أِنَّنِي
يَا بَحْرِي العَاتِي
مَدَى اﻷَيَّام
أَعْشَقُ فِيكَ
الجَزْرَ
وَالمَدَّا...

سائد ابو أسد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق