الجمعة، 1 أبريل 2016

مرثية قبطان / بقلم علي البحار





مرثية قبطان / بقلم علي البحار

في مثل هذا اليوم
قبل سنين رحلت عنا يا صديقي
ويرثيك البحر وحتى النوارس . أصبحت في أعماقه ، بدلآ من أن يدفنوك تحت الثرى
أيها السعيد . في مهب الريح وشدة العواصف تحررت سفينتك من القيود ، والبحر الغاضب أزدل جناحيه ، وعلت أمواجه ، وكفكف على صدر المركب ، وأسرها عنوة
حيث بقيت وحيدآ ، على متن شبح سفينة غائرة على وجه البحر الهائج .
نادوك الاصدقاء . يا شاكر . هيا ارمي نفسك ، وهذا الحبل بين يديك ، ولكن أبى دون نزول . حينها تبسم وقال : سأعود قريبآ بجناح نورس ، وعندما يبتسم لي البحر .
حين امتلأت مسامات الليل بالسواد وغطت قصص الحزن والموت سماء شاكر 
تشضت الروح بكل مكان ، وعندما أقسم الحزن أن لا يفارقه . لملم أصوات النوارس 
في حقائب لم تتسع لها البحار . نثر روح الياسمين على شرفات البحر ، وترك ورائه صوت الروح فوق السواحل وما حمل الا الأنين . وأقلعت السفينة في رحلة الموت 
هاربة بلا عودة .
ساوموا البحر والجلاد على روحه ، ولم يعد في القلب غير صرير البرد وغضب الأمواج ، وأنين قلب أم أكثرت بها الجروح والمواجع . أبحرت السفينة بلا ميناء وبلا منار ، يتصور أنه سيصل الى شواطئ الأمل ، بلا رعب ، بلا خوف ، وما زال صوت الجلاد يلاحقه ، وأصبح في سراب مع المجهول .
حين لاح في الأفق البعيد صاري سفينة ، والسفينة في الأعماق . أيقنا أن قبطانها بات هناك في الأعماق .
---------------------------------------------------------------------------------.
أرثيك يا صديقي وأن أودعك ، وأن أرسم كلمات الوداع لقبطان أبى أن يترك سفينته 
رميت الشوق على روحك ورحلت عنا كعطر في الهواء . ودعت عالمآ لم يكن لك ، ولم يكن يومآ لنا . ودعت الذكريات والأشواق ، ورميتها هناك قربك هناك في الأعماق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق