والمر يمر
قد غرَّت الرِّيحُ قلباً كان مُنْفَرِدَا ___بالحبِّ يوماً فجاء الكبرُ فاتَّحَدَا
لا يَصْدُقُ الوهمُ قلباً جَاء مُتَّقِدا ___لا باحتمالٍ يقينٌ كان مُرتَدَّا
يا منْ وَرَدْتَ عيوناً ترتجي أملاً ___هذا القصيدُ الَّذي أروى لنا كَبِدَا
هل كُنتَ إلاَ فراغاً جاء مِن عَدمٍ__ وَحِكْمَةُ الخَلْقِ أنْ نَحيا وأن نَرِدَا
حوضُ المنايا بُعَيدَ العيشِ ننظُرُهُ___ كم أهملَ الخلقُ تفكيراً بِهِ احْتَشَدَا
لا عاشَ قلبٌ يناجي البدرَ مُرتقباً___ منهُ المغيبَ بلا شوقٍ لهُ وَفَدَا
عُمْرُالمَهَالِكِ لا يَفْنَى بِمَن عَبَرُوا___ دُنْيَا الخيالِ بها أزْرَى منْ اعتَمَدَا
هل كان عَقلٌ قُبَيلَ البعثِ مرتهنٌ___ وبعدَهُ ما لهُ من قائلٍ فُقِدا
شوقٌ إلى ربوةٍ أرقى وتحملني ___ إلى سماءٍ بها كُلُّ العُلا رَعَدا
كم أقلقَ الشِّعرُ بَحْرِي لا أرى أملاً___في كُلِّ مَنْ وفدوا فالكُلُّ قد رَقَدَا
هل كُنتَ إلاّخيالاً سابحاٌ ومضى___ ما عاد ينفعُ مع قهرٍ إذا وَفَدَا
كُلُّ الأماني بدنيا تَلبِسُ الحُلَلَا ___ تَحْسُو جَمالاً وتُغوي مَنْ دَنَا وَبَدَا
أعوذ بالله من أشواق صاحبةٍ ___ قد خانت العهد قبل العهد أن وجِدا
والحبُّ إن زار أحباباًلها عمدت___لكلِّ وصلٍ بتقطيعٍ إذا وَجَدَا
والشَّوقُ نغَّصَ عمراً كان في دعةٍ___قد لا يُلامِسُ أجفاناً إذا بَردا
يا من لهم في حياتي ما أُنير بِهِ ___درباً كئوداً وما من زارِعٍ حصدا
تفرَّقَ الشَّملُ قبل البينِ مُجترئاً ___ وجار في حُبٍّ من كان مُتَّقِدا
لا تتركوني أُعاني بعدما هلكوا ___ في كُلِ أقبيةٍ قد كان من جَحَدا
والهجرُ تثبيطُ أحياءٍ وما صبروا___حتَّى يكونَ هوانُ الشَّوقِ قد طُرِدا
لاغُربةٌ لقلوبٍ إن حبا ودنا ___ ودُّ الأحبّةِ عن بُعدٍ ولو جَهِدا
يا للمقاديرِلو في الوقتِ مُتَّسَعٌ___ يحلو المقامُ وعتبٌ من لهُ لَحَدا
حُلْوُ الحياةِ بِمُرٍّ مَرَّ مُتَّحِداً ___ لا حيلةً وهروبٌ كانَ مُضطهَدا
إن غابَ حِبٌّ وزارَالقبرَمن صبروا___ما ضرَّ حُزنٌ بعون الله قد همدا
لا دمعَ يذرفُهُ لا شوقَ يحمِلُهُ___ لا شيءَ إلا فراغاً بَاتَ مُتَّئِدا
هاقد بدأنا بعودٍ لا يُشاغِلُنا___ عُمرٌ سيمضي بجهلٍ للَّذي سَمَدا
إن كنتَ تأخُذُ من أوصابنا حِكَماً___ فانْشُر لعلَ غيوراً قد رأى نَكَدَا
هي الحياةُ فلا تأمن لها .. غدرت___ بكلٍّ مُحتفلٍ فيها وقد سَعِدا
لا تنسَ بعد صلاةٍ ذكرَ من رحلوا___وبالدُّعاءِ يكونُ الحمدُ قد سُرِدا
إنَا نودِّعُ أحباباً قضوا ومضوا ___لكنَّ ذكراً لهم في القلبِ قد جمدا
في رحلةٍ كمدٌ ، وكلُّنا ثقةٌ ___ إنْ مرَ يومٌ سنلقى من بِهِ بَرَدا
في غُربةٍ بجوار الحقِّ نألَفُها___ والوصل منه لكلِّ الخلقِ ,,من حَمِدا
صلاةُ ربِّي على من لا خلودَ لهُ___إلاَ بأُخرى وبابُ الحقِّ ما وُصِّدا
أعدادُ من سَعِدوا في جنَّةٍ ولها___من كانَ يعملُ قد يخشى لهُ أسَدا
إنَّا نُصلِّي بأعدادٍ ولا عددٌ ___ فِي حقِّهِ قد يُوافي مَنْ دَعَا صمَدا
الثُّلاثاء 18 ذو الحجَّة 1437 ه
20 سبتمبر 2016 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق