الخميس، 27 أكتوبر 2016

وميض من اطلال ... بقلمي سعاد الاسطة



كانوا يقيمون في بيت دمشقي على الطراز القديم والسعادة تغمر قلوبهم وكان البيت عامرآ بالاهل والجيران والكثير من الاصدقاء يسهرون يتسامرون تحت ضوء القمر وظل الياسمين الفواح ومع فنجان القهوة ودخان السجائر كانوا يلعبون الكوتشينا تارة ويلعبون طاولة الزهر تارة اخرى ويصارع الحديث الحديث وتعلوا اصواتهم لتصل اخر الشارع وكان الاطفال يلهون حولهم والسعادة تغمرهم وفجأة تغير ذاك الفرح المغروس في نفوسهم وبدأ الحزن على محياهم بعد اندلاع حرب غاشمة ليس لهم فيها ناقة ولاجمل وتفرق الاخ عن اخيه وضاعوا بين دولة ودولة ومات منهم القريب والغريب وتباعدت المسافات التي تفصلهم عن من يحبون
وبعد استقرارهم في احدى الدول تفاجأ كبير افراد الاسرة عبر الشبكة العنكبوتية ضمن محطة من محطات التواصل الاجتماعي برسالة من احد الاهل والمقربين الى قلبه يطلب فيها الصداقة حينها فرح جدآ وسارع في الموافقة على طلب الصداقة وبدأ الكتابة سأله عن اخباره واخبار الجميع لكن للاسف لم يجده حاضرآ حينها حزن كثيرآ واليوم عاد لقلبه السرور والبهجة الى روحه لقد وجد في الدردشة رسالة من قريبه فحواها 
من صميم الألم يخرج الابداع ..ويجود بصاحبه اليراع .. ماكان مدادك ينزف جمالا كما اراه اليوم ..ولا كان قرطاسك قيصرا ثريا كما وجدته اليوم .. 
اعجازك ثوب لايليق الا بالامراء ..اصحاب الرقة والصفاء ..والجمال والنقاء ..
اعجازك ...خرج من رحم باركه رب السماء .. 
لك تنحني هامتي .. ويدنو الى مقامك جانبي ..وتكبر بك فرحتي وسعادتي . 
فرحتي كانت صاعقة بصحتك وعافيتك ..ومباغتة ببنانك وادبك واشعارك وكم جميل ان المتيم بالآلام كلمتيم بقهوته يصول ويجول في لغة الضاد بين فاعل ومفعول ..وضمير ومجرور ..وحزين ومسرور . 
لك سيدي وعزيزي وصديقي ترفع القبعة ..وتنحني الهامات احتراما وتقديرا ..وحبا فيه اجمل الذكريات ..واغلى الامنيات ..ولك ايضا كل الدعاء والقبلات .. 
سأتواصل معك لاحقا ان شاء الله .
حين قرأها بدات دموعه تهطل كالمطر في عز الشتاء ورد على الرساله ولكن لم يتلقى الرد والان هو ينتظر وكله شوق ان يبدأ معه الحوار كما كانا في السابق لعله يشعر في وسط غربته بقليل من دفئ الماضي فتستكين الروح ويهدأ الخاطر.

الحكمة في هذه القصة القصيرة انه جبل على جبل لايلتقيان انما لابد ان يلتقي انسان بانسان

وميض من اطلال 
بقلمي سعاد الاسطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق