قصيدة بعنوان " حُلْمُنا مَلهاةُ أمْ مَأساةُ الأقحوانْ ...؟ "
أعرفُ أنَّ الوردَ لا يُردُّ و أنَّ لكلِّ أجلٍ كتابْ
و لكلِّ ليلةٍ نجمةٌ تولدُ منها فليفرحِ الغرباءُ
و أنَّ للمجازِ موهبةً رَقَّصتْ فرساً من سحابْ
و أعرفُ أنَّ الرّبابََ مثلنا ليسَ شعوبيّاًً
فلا فائدةَ من نافذةٍ ، أيَّ نافذةٍ
لم تحيِّ أبانا الذي رآنا و غابْ
ليعرفَ حُلمَنا ملهاةُ أم مأساةُ الأقحوانُ ...؟
أعرفُ أنَّ في كلﱢ معبدٍ كتابٌ و معبودٌ و عابدْ
و في كلِّ بُحيرةٍ هلالٌ والهلالُ واحدْ
و أنَّ لكُل امرأةٍ طَعمُها
لكنَّ طعمَ الحبِّ لا يحتاجُ إلى شاهدْ
فلا فسوقَ في شريعةِ الأقحوانْ
لا تسألْ أأنتَ وارِثُها ، أمْ همُ الوارثونْ ...!
فأنتَ متحفٌ للحزنِ حزنِها
من لقالقِ غرناطةَ إلى قُبَّراتِ الجليلْ
قالَ لي لكَ كلُّ مُؤهلاتِ القَطا
فطِرْ بنا عالياً ، و خُذِ الحنينَ في جيبكَ
نحنُ لسنا من هُواةِ جمعِ بطاقاتِ العواصمِ
و ناياتُنا ليستْ مزاجِيَّةَ الهديلِ
ياحلْمنا نحنُ لسعةً لسعةً جَمعناكْ
و أمُّنا حينها قالتْ لأمِّ يوسفَ
في سِفْرِ الغيابِ كتبنا ، نحنُ رفعناكْ
رفعناكَ ربابةً ، بخبرةِ قلبِها وجدنا أخيراً
حُلمَنا الذي خبأتهُ أمُّنا في درجِ الأقحوانْ
رأيتُ مريمَ تجمعُ في جرتِها دمَ اليسوعِ
و تنثرُ فضَّتهُ تحتَ أقدامِ الجريدْ
ليرضعهُ في غيبتِها ، و قالتْ رأيتُ
الحمامَ سيأتي مُُعلباً في رُزمِ البريدْ
فنحنُ نزفُّ للغيبِ نبيذَ الوجعْ
و لمْ نجدْ جواباً يقنعُ البجعْ
لكي يأخذَ حُزنَهُ من قصائِدنا
لكي نُعيدَ سبايا الأقحوانِ للأقحوانْ
إفترَقنا ... فليشهَدْ شجرُ السِّنديانْ
بأننا لم نسِرْ عكسَ الغيومِ
لندرِكَ سِرَّ لماذا يتقيَّأُ البحرُ الزَّبدْ
و أنَّ الأرضَ لها ثديٌ و خاصرةٌ
و موجٌ يسيرُ خفيفاً على الجانبينِ
و أننا اقتَرفْنا منَ الحبِّ
ما يكفي لكي نُسمِّمَ ليالي سَمرْقَندْ
و التَقينا مُفارقةً في مُفترَقِ الأقحوانْ .
- أحمد بوحويطا
- أبو فيروز
- المغرب -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق