الجمعة، 24 يوليو 2015

♠ أَرْفُضُ هَذَا الطَّلَاقَ /ا.د/ محمد موسى

   قِصَّةٌ قَصِيرَةً   
  أَرْفُضُ هَذَا الطَّلَاقَ  
  لَمْ يَعْشَقْ قَبِلَهَا قَلْبَا كاقلبها وَعَاشَا مَعًا أَيَّامًا هى كُلُّ العُمْرِ ثُمَّ وَجَدَ أَنَّ شَيْئًا مَا فِي جِسْمِهِ يألمه فَاِتَّصَلَ بِطِيبَةٍ الذى هُوَ صَدِيقُهُ وَأَعْطَاهُ مِيعَادٌ وَلَمْ يُخْبِرْهَا حَتَّى لَا يُعَذِّبُهَا فَهُوَ يُعْلَمُ مَدَى حُبِّهَا لَهُ لِذَلِكَ ذَهَبَ إِلَى طَبِيبِهِ فَإِذَا الطَّبِيبُ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ مَرِيضٌ بِمَرَضٍ مِنْ الصَّعْبِ الشِّفَاءُ مِنْهُ قَالَ لَهُ ولإننا أَصْدِقَاءُ فَأَنَا أُصَارِحُكِ أَنْتِ فِي مرجلة مُتَأَخِّرَةً منْ المَرَضِ وَأَعْطَاهُ عِلَاجًا وَطَلَبَ مِنْهُ دِرَاسَاتٍ وَتَحَالِيلَ وَأَشَعَّهُ وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَوْفَ يَعْرِضُ هَذِهِ الحَالَةَ عَلَى أَسَاتِذَتِهُ فِي لُنْدُنَ وَطَلَبَ مِنْهُ الرَّاحَةَ وَعَدِمَ الاِقْتِرَابُ مِنْ زَوَّجْنَهُ وهى سَيِّدَةٌ جَمِيلَةً وَشَابَهَ وَمُثَقَّفَةٌ وأما عاد لمنزله قَامَ بِدَعْوَتِهَا إِلَيَّ العَشَاءُ خَارِجَ المَنْزِلِ وَأَخْبَرَهَا بِالأَمْرِ وَقَالَ لَهَا أَنَّتِي حُرَّةٌ فِي اِتِّخَاذِ قَرَارٍ الاِنْفِصَالَ حَتَّى تَعِيشِي حَيَاتَكَ فَأَنْتِ سَيِّدَةٌ جَمِيلَةٌ وَحَرَامٌ أَنْ أَسْجُنَكَ مَعَي وَأَنَا لَا أَدْرِي كَمْ مِنْ العُمْرِ بَاقِي لِي فَأَرْجُوكِي سَاعِدِينِي حَتَّى ءأخذ قَرَارُ الطَّلَاقِ نَظَرَتْ إلية طَوِيلًا وَقَالَتْ لَهُ سَأَتَنَاوَلُ المَوْضُوعَ مِنْ وِجْهَةِ نظرىِ فَأَنَا كَمَا قَلَتْ صَاحِبَةُ القَرَارِ لِذَلِكَ أَرْجُو أَنَّ تتركنىِ وَقَالَتْ لَهُ مُبْتَسِمَةٌ اِسْمَعْنِي أَرْجُوكَ وتحملنىِ وَلَا تقاطعنىِ فَأَنَا لَنْ أَنْسَى ياحبيبى وَأَنْتَ تراقصنىِ عَلَى نَغَمَاتٍ الفالس التي أحببناها وَأَنْتَ تَهْمِسُ فِي أُذْنِي بِكَلِمَاتٍ لَيْسَتْ كَكُلٍّ الكَلِمَاتُ الَّتِي يَقُولُهَا الرِّجَالُ لِلنِّسَاءِ وَتُشْعِرُنِي أَنَّى سَيِّدَةٌ مِنْ الزَّمَنِ الجَمِيلِ وَمَعَكَ أَشْعُرُ أَنَّى هَانِمٌ وَأَمِيرَةُ لَيْسَتْ كَكُلٍّ الأَمِيرَاتُ حَتَّى وَأَنَا أَسِيرٌ بِجَانِبِكَ أَشْعُرُ أَنَّى أَجْمَلَ وَأَكْثَرَ بَهَاءٍ وَلَا أَنْسَى وَأَنْتَ تَفَتُّحُ لى بَابُ سَيَّارَتِكَ فَأُشْعِرَ أَنَّى لَسْتُ كَآكِلِ النِّسَاءِ وَتَأْخُذُنِي رَائِحَةُ السَّيَّارَةِ كَرَائِحَةِ ثِيَابِكَ وَكَرَائِحَةِ سَجَّادَةِ صَلَاتِكَ وَعِنْدَمَا تَسْمَعُنِي الرَّادِيُو أَوْ الكَاسِيتُ أَوْ سِي دى دَاخِلَهَا أَسْمَعُ كَلِمَاتِ القُرْآنِ وكأني لِأَوَّلِ مَرَّةٍ أَسْمَعَهَا إِيمَانُ يَعْكِسُ عَظْمَةَ هَذَا الدِّينِ تُنَاقِشُنِي بِهُدُوءٍ وَتَخْتَلِفُ مَعَي بِهُدُوءٍ تُعَامِلُنِي كَهَانِمٍ مِنْ الزَّمَنِ الجَمِيلِ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ أَنْتِ يَامِنَ تَجْعَلُنِي أَسْأَلُ نَفْسَيْ حِينَ تَقْبَلُنِي أهكذا تَكُونُ القبلات وَأَنْتِ تُقَلِّبُنِي تُعَامِلَنِي كَهَانِمٍ فَأُسْمَحُ لى كَمَا تَقُولُ الأَفْلَامُ أَنَّي أَرْفُضُ هَذَا الطَّلَاقَ وَأَنَا أَقُولُ أَرْفُضُ هَذَا الفِرَاقَ كَيْفَ وَأَنَا مَعَكَ أُكَثِّرُ جَمَالًا وَأَنَا مَعَكَ أُنْثَى مِنْ الزَّمَنِ الجَمِيلِ ياسيدى وياسيد كُلُّ زَمَانٍ أَرْفَقَ بِقَلْبِيِّ فَأَنْتَ الَّذِي عَلِمَتْنِي أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَيْ رَفِيقُ يُحِبُّ الرِّفَقَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَأَرْفَقَ بِمَنْ تَمَتَّعَتْ مَعَكَ بِزَمَانٍ غَيْرَ هَذَا الزَّمَنِ وَعُشِقْتُ حَيَاتُهَا كَهَانِمٍ مِنْ الزَّمَنِ الجَمِيلِ وَأَعْرِفُ أَنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُحِبَّكَ مِثْلَ مَا أَنْتَ يَجِبُ أَنْ تُحِبَّ فَلَا تَأْخُذُنِي فَلِكُلٍّ مِنَّا فِي الحُبِّ لَهُ مَقَامٌ أَمَّا الهَجْرُ فَلَا وَأَسَالَ اللهَ لَكَ الشِّفَاءُ وَالسَّلَام.
   ا.د/ محمد موسى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق