الأحد، 20 مارس 2016

تائهةٌ أنا في البيداءِ تأخُذُني / بقلم د.دعاء رخا


تائهةٌ أنا في البيداءِ تأخُذُني.....رياح هوىً تُنعشُني فتوحشُني
.
وتأمرُ قلباً وليداً راحَ يتركني.....باحثاً عنه إِنْ أَدْرَكَهُ يُدْرِكُني
.
هامَت الأنفاسُ والعيونُ زائغةٌ.....تُحصِي الحَصىَ وصمتُها يُحَاصرُني
.
أين مَنْ تبحثُ عيني عنْ جلالته.....كان سراباً حين لاحَ ينظُرني
.
سألتُ طيرَ الصحاري عن مجالسه....فعادَ الصدى صفر اليدين يخْذِلُني
.
يا جبالَ الحزنِ مهلاً على صدري.....أكادُ أُزْهَقُ مِنْ حِملٍ يُمَزِّقُني
.
ضاقتْ صحاري الكونِ حين أقصدها.....وتوسَعَتْ تِيْهاً يخدَعُني فيعصِرُني
.
ضَلَّ الجَوادُ فارسهُ الذي أَلِفَ.....وعاد يَرْكَلُ خيباتٍ ويَسألُني
.
أين فارسُ الأحلامِ صاحبُ الطيفِ.....وأين طيفٌ ظل بالأفقِ يشغلُني
.
تلكَ تنهيداتي قد مَلَّتْ مصاحبتي.... وصارت رياحاً مِنْ الجذورِ تَقْلعُني
.
وعُدْتُ أَبْحثُ عن عَوْدٍ فيا أسفا.....تاهتْ دروبي لا دليل ينجدُني
.
ورحتُ أدورُ في فلكٍ مِن الحسرةْ.....أيا ويلي لِمَ المقدورُ عاندني
.
حتى إذا تاقتْ النَّفْسُ إِلى نَفَسٍ.....تاقتْ رياح الصحاري لتخنقني
.
فلا أنا وجدتُ لديها شاردتي.....ولا أنا تنعمتُ بقسوةِ الزمني.
.
د.دعاء رخا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق