الجمعة، 5 يونيو 2015

أمّاه / عبدالعزيز المنسوب


أمّاه
--------------
عبدالعزيز المنسوب
--------------
أمّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهُ

أمـــاه يـــا نـــورَ الـحـياة وســؤددي
فـي جـنّةِ الـخلدِ أقـيمي واسـعدي

مـــنْ يـكـفـلِ الأيــتـام فـــاز بـجـنّـةٍ
وبــرفـقـة الـمـبـعـوث فـيـنـا أحــمـدِ

حـزنـتْ عـلـيكِ الـكـائناتُ وأُجْـهِضَتْ
أشــجـارُنـا فـثـمـارها لـــم تُـشْـهَـدِ

والــبـيـتُ جُــلّــلَ بـالـكـآبـة فــجــأةً
فـالـعـطبُ يـحـصدُ كــلَّ رأسٍ أو يــدِ

أمّــاه قــد ضـاقـت عـلـيَّ مـذاهبي
بـعـد الـممات وأقـفرت فـي مـوردي

قــد كــان مـوتـك مـثـل سـهمٍ نـافذ
قــد هـدّ قـلبي فـي سـعيرٍ يـعتدي

قد كنت حصني في الحياة وبهجتي
ومـلاذنـا فــي الـنـائبات ومـرشـدي

يـــا صــبـرَ أيــوبَ الـجـميلَ وجـنّـتي
ومـعـينتي فــي فـتـح بــاب مـوصـدِ

بــدعــاء ربــــك أن يُــيَـسِّـرُ أمــرَنَــا
ويــضـاعـفَ الأرزاق وابــنـا يـهـتـدِي

مـن لـي سواك إذا الخطوبُ تكالبت
تـحـنو عـلـيَّ إذا مـرضـتُ بـمـرقدي

مــن لـي سـواك إذا الـمنيّةُ أُزْلِـفتْ
تــدعـو الإلــهَ بــأن يـؤخـرَ مـوعـدي

كــانـت يـــداك بــكـلّ خــيـرٍ تـرصـدُ
أهــل الـحـوائج دون سـؤل الـمَقصَدِ

ربــيـتِـنـا أن لا نـــفــارق مــصـحـفـا
ونـصـحـتِني أن لا أؤخــرَ مـسـجدي

كــنــتِ الأمــومــةَ والأبــــوّةَ دائــمـا
فــجـزاك رب الـبـيـت خـيـر الـمـقعدِ

عــلـمـتِـنـا أن الــحــيــاة زهـــيـــدة
فـتـجـنّبوا مـــال الــحـرام الـمـفسد

وحـفـظـتِ أمـــوالَ الـيـتامى دائـمـا
فــربَـى كـثـيـرا بــيـن لــيـلٍ أو غــدِ

أمّــاهُ قــد صـنـتِ الأمـانـة فـاهنئي
فـي جـنة الـخلد فـسيحي وارتـدي

تــاج الـوقـار مــع الـلآلـئ وانـعـمي
بـرضى الـرحيم عـلى أرائـك سـؤددِ

أكـرمـتِـنـا قــبـل الـمـمـات وعــنـده
لــــم تـتـعـبي أحـــدا وربّ مـحـمّـدِ

وحـيـيـتِ يـكـسوكِ الـحـياءُ مـصـونةً
وعــزيــزةً ومــهـابـةً لــــم تــعـتـدي

طـوبـى لأمٍّ جـاهدتْ حـتّى ازدهـت
أغــصـانـهـا بــثـمـارهـا فـلْـتـخْـلُـدِي

فــي جـنّـةٍ الـفـردوس خـيـرِِ مـنـازل
وبـرؤيـة الـمولى فـطيبي واشـهدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق