
ما بطن وخفي داخل القلوب، أسمه: الحنين بإذن اللطيفة.
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى العزاوي
في كل لحظة من لحظات الزمان الإلهي بقياس الثانية والدقائق والساعات والأيام ثم السنوات عند البشر، كلمحة بصر مما تعدون، وقرون معدودات محكومات بقلم مسطَر مسطور على وجه الانتظام الإلهي المحكوم،و كل شئ عند الرحمن مقدر في كتاب مرقوم .. سبحان خالق الشئ عندما يقول له كن...!!!؟، يكون في أحسن صورة مكممة بإبداع رائع ملموم ..وفي يوم من أيام الله ،صادفت من حيث لا أعلم ولا أحتسب أرواحا طيبة طاهرة لها سمو الروعة في الأخلاق والإحسان والجمال في الطيبة عند الله معلوم….وبغثة... وفي غفوة صدفة طلًت علي اشراقة حياة بشرية كأنها النجم الثاقب ولؤلؤة نجمة السماء الطارق… هي بشر من صنيعة الرحمن شكلا وإنما مضمونها كنز يمشي بمثقال ذرة كأسطورة ذوات أفنان..روحها الطيبة بأجنحتها النورانية المزركشة الألوان حومت وأحاطت على محيط جسدي بتلهف وحنان ولمساتها كأريج فردوس الجنان.. حينها استفاق فجأة من غفوته” الحنين” الذي يسكن في نواة المضغة الصنوبرية وبالضبط بعالمه الأسطوري في السويداء المقوى من لدن "اللطيفة"...فرح"الحنين" مسرورا وابتسم مع القلب ابتسامة "العيد" ثم رقص مع القلب الطيب الولهان رقصة "بالي" من النوع الممتاز، وأنشدا وسبحا تسبيحا للواحد الوهاب”الحنين والقلب الولهان” ثم كبَرا تكبيرا للروح التوأم ذات العظمة في الجمال الزائرة التي حطت فوق رأسي كتاج مرصع بالماس والمرجان، فخاطبت فؤادها بشعر جميل ل:"قيس بن الملوح":ومفروشة الخدين ورداً مضرجا *** إذا جمشته العين عاد بنفسجا
شكوت إليها طول ليلي بعبرةٍ *** فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا
فقلت لها مني علي بقبلةٍ *** أداوي بها قلبي فقالت تغنجــا
بليت بردفٍ لست أستطيع حمله *** يجاذب أعضائي إذا ما ترجرجا…..كان هذا الحلم أثناء حلم اليقظة وليس في رؤية المنام…ففرحت وسعدت ونسيت الهم والغم والماديات الدنيوية وقررت وإرادتي أن أعيش وأنتعش بهذا الحلم الحليم إلى حين يفرض القدر قدره المرتجى….!!..أجل وفي ظرف وجيز وكلمح بصر اهتزت مشاعر فؤادي وابتهج وجداني المرهف بمشاعري الجياشة التي انتفضت كبركان قوي لم أتعود قياس هزات لهيب إحساسها الرهيب الذي أولع بداخلي نار”حنين” منعم ناعم..هذا الحنين أحسسته كصبابة نار مفعمة بأريج نسيم براق الشوق وحرارة الإبداع .. نار هيام الحنين هو غلالة أحلامي التي كانت شجو التباريح وصبابة من الشجو الخجول فتحولت كل أحزاني بسرعة البرق البريق إلى حياة دنيوية أخرى تعجز الكلمات وصفها إلا "الحنين" هو وحده البليغ بلاغتها عبر اللمسات والهمسات وتوظيف الحواس الخمسة وسادسهم "الحدس العجيب” وبهدوء وشوق التشويق في اللقاء الأول المرتقب جاء اللقاء العابر السبيل، خاصة عندما رفرفت”توأم الروح” بجناحيها الورديتين على محيط جسدي، فأحسست أن السهد مات بنار الهيام وانتفضت صبابة "الحنين”إلى لوعة اللوعة والعشق المنتظر منذ زمان بعيد !!!!… تلذذت الهيام الروحي كغصن يانع مياد في شجرة مباركة فاكهتها لا مقطوعة ولا ممنوعة، متنوعة الأشكال ومضامينها رائعة اللذة الكبرى تسقى من عين سلسبيل التي تنشد بلغة خرير مياهها سانفونية الغرام العذري الروحاني بميلودية الألحان.. ورددت "توأم الروح" قائلة:((أنا ملكة الملكات وأمال الآمال وابتسامة الابتسام ونزهة الدنيا ووفاء الأوفياء وبشرى المبشرات وفاتحة روعة نشوة هيامنا الروحي الأبدي إلى حين..))… الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف بغض النظر عن الملل والنحل والعقائد والديانات، وما تناكر منها اختلف وتنافر، ولو تكون هذه الأرواح من جينات العباقرة..
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى العزاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق