الاثنين، 31 أغسطس 2015

ممنوع الإقتراب أو التصوير 2 ::::::::::::::::::::::::: محمد الباشا



ممنوع الإقتراب أو التصوير 2
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

يوم ثان فى سجل دفاترى ...
يضم إحدى مواقفى ..فسجلت خواطرى
ساعات وساعات حتى انتظمت اوراقى وطاوع القلم عقلى ونواظرى .
يوم لا يشبه كل يوم ..رائع النسمات
بديع الأنغام ..النفس هادئة مطمئنة.
ارتديت ملابسي الرياضية .......وبدأت الاستعداد...لمباراة كرة القدم محبوبتى
ومعشوقتى لاعبا كنت ومشاهدا....
( حارس مرمى الفريق ).
وبدأت المران كالمعتاد بمنتهى الحيوية والنشاط ..
وتألقت فوق العادة وكأننى
طائر يودع أنسام الهواء وسبحات الفضاء...تغمرنى السعادة .
ومع صافرة البداية بدات الصولات والجولات وتعالت الصيحات والانفعالات
ورحت ازود عن مرماى ببسالة واستماتة..ألتقط الكرات الزاحفة والطائرة..أسابق الرياح أصارع الهواء
ببهلوانية وانسيابية الطائر المحلق فى السماء...والأسماك السابحة فى الماء
بأقدام على الأرض راسخة رسوخ الجبال....ويداى كيد صياد ماهر يصطاد فريسته قبل ان تدخل الشباك ...
.....وفجاة على غير المعتاد ...ارتطام
واصطدام ...وصرخات وتأوهات ........
ارتعاش فى الأطراف جفاف فى الحلق
دوار بالرأس ..وعيون تهتز الصورة فى حدقاتها 
خفقات فى القلب عالية الدوى آه...آه ....قدمى اليمين وكانها قطعت بسكين ...فبادرت بالانصراف طلبت البديل ....صفق الحاضرون يهللون 
أتألم وهم لا يعلمون ..ولا يألمون .....
وعشت فترة من الزمان معلق السيقان اربطة وشاش ......وغفوة دون انتعاش 
وأجريت الفحوصات والتحاليل ...وليس عن إجرائها بديل ..وأخبرت ابى بالنتائج 
( سكر بالدم ) قلتها لم أكترث ولا أهتم
فليس لدى علم أو دراية ....
فضرب أبى على صدره ..ضربة أوقعت صداها فى قلبى ...
حينها أدركت أن الأمر جلل ..وسالت الدموع من المقل ...واعيدت التحاليل مرات ومرات ...الخطب جليل والهم ثقيل...حملته بين جفنى دموعا .....
وبين ضلوعى حسرة وألم ..وشعرت بالفجيعة وزادت الوجيعة ..وعلقت فى خاطرى الكلمات المريعة ..وراسي عاثت به الأوهام ..وخالطته الاسقام ..
وطالت به الأحداث والأيام ...وهاهى الأحلام توشك ان تموت ..اليأس يسيطر والقلم يسطر ..الظلام يخيم بوجومه فوق الوجوه ..الليل يسدل ستائره على
امل حطمته العثرات وتلاعبت به الألاعيب ..والكربات ..غثيان ... إغماءات 
معاناة أيام وشهور ..وبين طياتها العجز والفتور أصارع الداء بمر العلاج والدواء
وصدر القرار الأفاق .ببتر القدم والساق
وفى ثنايا الجامعة بكت ...العيون دامعة
وساقى ذاهبة غير راجعة ....لكنها والله
تركت لى حنايا خاشعة ....ومطايا حمد وشكر طائعة ..الناس حولى يصطرخون
ويبكون فهم لا يدركون..... أن عطاء الله عطاء...ومنع الله والله.. هو عين العطاء فرحت أقبل الارض فى السجود واشكر رب السماء...
فرأيتنى امام الله وليس لى إلا الله 
ربا رحيما ..تنسمت رحيق الرضا 
.وعبير القناعة
واحتسيت كؤوس الصبر المريرة 
وأمتطيت..... جواد الإيمان .
فصاحبت اوراقى ..فكانت خير صاحب 
وسجلت المى بأروع الكلمات ...
اوراقى مراكبى وكواكبى
واستغفار الله عقيدتى ومذهبى ....وبعد حركة ونشاط 
لزمت الفراش ..اجمع الحسنات 
والملم النقاط. .فى السرير...واقتلعت الياس من صدرى ومن عمق الضمير فبت قرير وكرهت مصمصات الشفاه ..ونظرات الاسي واضحة التعبير ....
فعلقت على ملامح بشرتى وعلى باب غرفتى ...وعلى ظهر السرير ..........
قرار اخير ...ولافتة بخط واضح كبير 
مهلا جميع أحبتى ..لا اريد الزيارة 
ولا جزيل العبارة ..لا اجتهاد ولا تقدير 
تلك حياتى انا وانا من يملك
حق تقرير المصير ...
من فضلكم لو سمحتم ...
ممنوع الإقتراب او التصوير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق