الاثنين، 31 أغسطس 2015

"الحب ألم مزمن" دلال احمد الدلال



"الحب ألم مزمن"

بعد مرور كل هذه السنوات يتلاشى الحب يسقط صريعا تحت عجلات الحياة يموت يفنى-----لا لن أستطيع نسيانه إنه حبي الوحيد --لم أحب أحدا غيره طوال عمري ولكن كيف ينسى؟ كيف يرضخ أمام أول امرأة تلوح له بالحب؟ --كيف ينسانى وقد كنت كل أيامه ؟ كل ماضيه كل أحلامه؟ --لم نتزوج عن حب ولكن بعد الزواج أصبحنا كيانا واحدا،أو كما يقولون روح واحدة في جسدين، تغيرت أحلامي صارت كلها ملكه، نسيت حياتي لأعيش حياته، كل أمنياتي إسعاده -- صرت أعدو لألبي له كل طلباته ،كنت مستعدةً أن أفعل أي شيء حتى أحصل على ابتسامه منه، أمّا هو فلم يتوانى عن إسعادي، لم يدخر دقيقة ليبقى معي فيها نتحادث نتسامر نطوف العالم بأسره ،كانت أيامنا سعادة تلو سعادة بدون انقطاع ،ثم انتبه فجأة أننا لم نرزق بالأولاد لم يشا أن يجرح مشاعري ولكني كنت ألحظ نظراته لكل طفل يراه كانت عيناه تحتضن الطفل وترعاه وعندما يحمله أشعر أنه ملك الدنيا ،وكأنه ابنه يحتويه بكل مشاعره،اتجهنا إلى الأطباء ولكن عبثا لم نجد حلا لمشكلتنا ،فأنا التي لاتنجب ،وهو قادر تماما على الإنجاب ، لم أتردد في أن أعرض عليه الزواج بإخرى ولكنه رفض بإصرار وأعلن حبه الدائم لي، وعدنا لحياتنا من جديد مع محاولة نسيان أمر الأطفال ثم -----ثم جاء اليوم الذي اعترف فيه أنه وجد المرأة التي تستطيع إنجاب طفل له، وأخذ يبرر طلبه هذا بأنه يريد الطفل من أجلى وأنه سيكون ابني، وأنه سيترك هذه المرأة بعد أن تنجب --تلعثم كثيرا ---تكلم كثيرا ولكن عيناه لم تواجه عيناي ، تحجرت الدموع في عيني كدت اصرخ ؛ أنت ملكي وحدي ، ولكني تمالكت نفسي وقلت له : إنه حقك وأنا أريد سعادتك ---قلتها وقلبي ينفي كل كلمه ويعترض ، ليس من حقه أن يتركني لمجرد إنجاب طفل ،خشيت أن ينساني ولكنه اكد لي أنه لايوجد بقلبه حب سوى حبي، وأنني كل حياته وأصرَّ أن أكون معه أثناء زواجه ،وأن أعيش معهما في منزل واحد، ولكنى رفضت وقلت له : سأحضر زواجك لأثبت لزوجتك أنها رغبتى قبل أن تكون رغبتك ،ولكني سأظل وحدي بمنزلي وعليك أن تعدل بيننا ---سعد بهذا الكلام وسرعان ما أعلن لي أنه اتفق مع العروس على إتمام الزواج بأسرع وقت --كاد قلبي أن يتقطع شعرت إنها نهاية حياتي وكأنني ألفظ أنفاسي الأخيرة، ولكني تمالكت نفسي من جديد وارتديت ثوب السهرة المميز لدي --الذي يحبه لكي أبدو جميلة فى نظره وذهبت معه --قد يقول البعض عنى مجنونة ، كيف تحضر زوجة زواج زوجها ؟ بمراة أخرى جلست بين المدعوات على أنني قريبته ،كان حفلا عائليا بسيطا ولكن لاأحد يعلم بشخصيتي الحقيقية سوى العروس ووالدتها ؛ التي رحَّبت بي كثيرا ولكن---ياليتن! لم أحضر ياليتن! لم أحضر مصرع زواجي وانتهاء حياتي فلقد سار إلى عروسه فوق أشلائي ،حطَّم قلبي تحت قدميه اه--اه أريد أن أصرخ توقف عد لي أريدك، أنت كل حياتي لا تبتعد أرجوك ---ولكن على الناحية الأخرى تقف هى بجمالها وشبابها برقتها وأنوثتها الطاغية فتاة في العشرين جميلة ذكية، نعم ذكية لأنها جعلتني أشعر من أول دقيقة أنني لم يعد لي مكان بجانبه، احتواها بنظراته جلس إلى جوارها ينظر في عينيها لم يحوّل بصره عنها ولا دقيقة واحدة يتحدثان --يضحكان وكل كلمة تقطع جزءا من قلبي وكل ابتسامه تمزق خيط من خيوط حبنا، أكلت الغيرة قلبى ونهضت مسرعة إليه بدون تفكير ربتُ على كتفه وقلت : الساعة الواحدة سأعود للمنزل قال لى : مع السلامة ثم استدار اإلى عروسه هل سيتركني أعود وحدي؟ فى هذا الوقت المتاخر كيف هذا، وهوالذي لم يتركني وحدي بعد التاسعة والآن لم يعد لي مكان أصبحت حملا ثقيلا عليه --تركته وأنا أجر أقدامي وأحاول اختلاق الأعذار له ،كيف سيترك عروسه ويعدو خلفي معه حق يجب أن أتحمل ---وتحملت ---وتحملت الكثير حتى أننى لم أعد أراه ،انشغل بزوجته وحياته الجديدة ولم يعد بيننا غير ظرف به بعض النقود تلقى لي أول كل شهر يرسلها مع البواب --ثارت كرامتي –فليطلقني ، الطلاق أفضل بكثير فالطلاق ألم مؤقت أما استمرار الحياة بهذه الطريقة فهو ألم مزمن ودائم--وتحت إلحاحي وافق على الطلاق ---وابتعدت سافرت الى اهلى آلمني كلامهم لفترة ثم اعتدت الألم فأنا لم أنساه للحظة ،ولم أنسى خيانته نعم أعتبرها خيانة لانه خان وعوده لي ، خان حبي لمجرد إنجاب طفل ، أراد إشباع أبوته ونسي إننى أيضا أريد حبه --اختلس كل لحظات الحب ووهبها لها وحدها تركني وحدي في وحدة لانهاية لها ---عدت للعمل فالعمل وحده قادر على قتل الوقت --تقدم لي العديد من الرجال للزواج ولكني رفضت لأننى لا أملك قلب---فقلبى لايزال ملك له لا أريد خداع أحدا كما خُدعت ،مرت سنوات وعاد ؛عاد يبكي يريدني .كيف--كيف تطلب مني العودة بعد أن قتلتني! هل يعود الميت للحياة ؟كيف وقد أصبحت بدون قلب وإن ملكته أنت فأنا أتنازل عنه ولن أتنازل عن كبريائي –قال : ولكنني أحبك قلت له: بعد خمس سنوات تذكرت أنك تحبني ، كم من الأولاد لديك الآن? قال : إثنان ولد وبنت ،وزوجةبشعه تلهث خلف المال أرهقتني بطلباتها أنتزعت مني كل شيء، إلا قلبي فهو ملك لك --ولماذا عدت وأنت زوج ولديك اولاد ؟---قلت لك أحبك أريد أن أعيدك ----قل أريد ان أمتلك كل شيء الحب والأولاد ---نعم أريدك أنت الحب وأريد أولادي ، وإن تغاضيت عن أفعال أمهما ----لا لا أريد العودة إليك، لاأريد الألم المزمن ،فلقد شفيت من حبك وإن ضحيت بقلبي يسعدك لو قلت لك إنني لن أتزوج أبدا، نعم ولكن ليس لأنني أحبك بل لأن قلبي مريض بحبك وأملى أن يشفى مع الأيام ---أفهم من ذلك أنه لاأمل ---نعم لاأمل عد لأولادك وزوجتك وانساني -لن أنساكِ مهما حييت وسأظل احمل ذنبا فوق عاتقى وهو أننى ضحيت بأجمل حب في حياتي والثمن طفلان.
النهاية دلال الدلال

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق