عِطْرُكَ على ساعِدي والحَبَق
_____________________
وَيا دَمْعُ قُلْ كمْ شاقَنِي وَشَجى ٱلعِشْقُ!
وهى القلبُ منْ تَوْقِ ٱلفُؤَادِ لِعَينهِ
وحُلاَّتِ من زَانَتْ خَمائِلُهُ الوُرْقُ
فكَٱلبَدْرِ في فُلْكٍ تَألَّقَ نورُهُ
إذا ٱلطَّيْرُ يَشْدو بِٱسْمِهِ أَنِسَ ٱلحَلْقُ
وَلَيْلٍ مضيءٍ ما أَقَمْتُ بِساحِهِ
كَمَنْ لِهَواهُ في ٱلفُؤَادِ هَوًى دَفْقُ
بُعادٌ لِخِلٍّ لا أَنيسَ لهُ، وَقَدْ
ظُلِمْنا فَما لِلحُبِّ دينٌ ولا عِرْقُ
لَهُ فِتْنَةُ ٱلأَطْيارِ مِنْ زهَراتهِ
عُيونٌ، بِعِطْرٍ مُسْتَطيبٍ لهُ زُرْقُ
وسُقَّتْ شِفاهِي بٱِلمُدامِ، وأُغْرِقَتْ
بِحِضنِ حَبيبٍ يَشْتَهي رَعْدَهُ البَرْقُ
وفي ذِلَّةِ الشَّكْوى حُراقُ حَبيبةٍ
كَحُزْنٍ بِعَيْنيهِ يُغالِبُهُ ٱلحَرْقُ
وإنْ كُلُّ أَحْزانِ ٱلنِّساءِ تَعَشُّقٌ
فحَيْثُ لِدُنياهُ المقرُّ لِيَ ٱلسَّبْقُ
وخضَّبتُ كفَّيهِ بِعِطرِ أُنوثَتِي
فإنْ كُنتُ أحيَا أو أموتُ فما ٱلفرْقُ؟
وإنْ من رُواءِ ٱلعِطْرِ يُذَّكَرُ ٱلشَّذا
كذا برُضابِ ٱلثَّغرِ يُفْتَتنُ ٱلخَلْقُ
وإنْ قلَّدَتهُ الشَّمسُ حَرَّ لُهاثِها
تَباهَى بِحُلاَّتِ ٱلمغيبِ سَنا الشَّوقُ
وأنْدَتْ بِأَطْيابِ ٱلأَزاهِرِ ثَغرَهُ
فَأَمْسى كَوَرْدٍ زَادَ مِعْطَرَهُ ٱلنَّشْقُ
أَبيتُ وقلبِي لا يَدُقُّ لِغايَةٍ
سِوى أَنَّهُ حُبٌّ يَطولُ بهِ ٱلخَفْقُ
وأَنّكَ عِطْرُ ٱلوَرْدِ ما وسِعَ المَدى
وغَربٌ تَهادَى في خَمائِلهِ ٱلشَّرْقُ
ناهدة الحلبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق