الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

سجل … أنا أجنبي ****الشاعر / اسماعيل عبد الهادي أبو آمن



سجل … 
أنا أجنبي
لا … 
لست بالعربي 
سمع صاحبي مقولتي
فقام منتفضا
كمن به خبل
متوسفا غضبان
مشدوها وحيرانا
وتمتمة …
ورأرأة على لسانه
و شفتيه
وبعد فمه
اكفهر وجهه
وبدا كالليل سويعة
أسودا بلون الفحم
وتارة تحسبه
مصفرا 
ومحمرا
ومزرقا
ومخضرا
كمن أجاء
أو خرج 
من نار
ومن لهب
صرخ بوجهي بملء صوته
أتقولها غير هياب
ولا متوجس خيفة تخشى
ولا خواف 
ولا وجل
أتهذي يا صاحبي
أم جد ما قلتله
ومنك سمعته توي
فقلت ..
بلى والله
قد عنيت ما قلته
بالتاريخ
والجغرافيا
وبالعلوم كلها
وبالنسب
ففيها … 
جيئتي وذهوبي
وحلي وترحالي
وتنقلي
أنى أشاء
في بلاد الله كلهم
إلى بلاد العرب
والهند
والسند
والإفرنج
والحج
والعجم
فلا مكان للمنوع فيها
ففيها العلم والتعليم
والدواء فيها للأدواء
وفيها الأكل كما الشراب
إلا الدين والأخلاق
في عندنا
وألف آه …
مما عندنا
فجد والله يا صاحبي
مقولتي
وما هي بمهزلة
ولا لعب
مخبول أنا
إن قلت … 
ف
ل
س
ط
ي
ن
ي
أو … 
أنا عربي
فوطني ضاع
مذ مئين
يا صاحبي
وقد أضحيت
بلا وطن
كمن لا أب له
ولا أم
ولا ولد
ولا بيت
ولا مال
ولا حصير
فضلا
بلا قلب
بلا رئة
بلا امرأة
وبعد … يا أمة المليار
لم يرجع
وهويتي … 
فقدتها
ولرب نسيتها
في وطني
واسمي نسيته
كذا جدي
وأمي
وأبي نسيتهم كل
ومثلهم 
وثيقة السفر
فلم يبق لي
غير بطاقة التموين
واسمي لاجئ
ورقم الملف والبيان يردفه
ممهور بختم مثل سجني
المدور
من عل
ومن أسفل
و … 
ممنوع من العمل
وممنوع من الموت
وممنوع من المرور
والاعمار
والتعمير
والإخراج
ونقيضها
عليه
المنع والحظر
وممنوع عن القبر
و ممنوع
من السفر
ألا يكفيك يا صاحبي هذا
أن أقول
ما قلته …

لا يا صاحبي والله
فلست خؤون
فأنا عربي
وليس حاكمي والله
وإن حرقوني
وأذروني رمادا
ما قبلت
لأن أكون
غير فلسطيني
وبأنني عربي
لكن وجيعا أصابني
يا صاحبي والله
فقلت ما قلت
لا هذرا
ولا كذب
ولكن
لشدة الوجع
فعساك تنظرني
أني …
برغم عواري
وقلة حيلتي
وما أصابني من لأواء 
ومن عري 
من العرب
وبرغم خريفهم
حين تناحروا
حتى بدا صيفا
بل جحيما 
بكل ساح
ومنقلب
وصرنا خراف
تذبح
وتشوى
قبل العيد
أضحية
فما رضيت لنفسي
أن أكون غير ما كنت
بالعربي
فقال صاحبي
سجل بأني
أجنبي
ولست … 
من العرب … .

الشاعر /
اسماعيل عبد الهادي
أبو آمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق