الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

‫#‏البوم_صور‬ / ‫#‏دعاء_طه‬



ضوء كاميرا يضاء ليظهر الوجه الجالس أمام تلك الكاميرا .. يظهر المصور رأسه من خلف الكامير قائلا : أخبرني سيدي فيم تريد الصورة لأوراق رسمية .. " لا لا إنها صورتي السنوية أذهب لأي مصور بهذا الوقت من العام ليلتقط لي صورة .. " .. تظهر علامات التعجب علي وجه المصور و لكن سرعان ما تدارك تعجبه و عاد ليسأل : سامحني علي تطفلي و لكن أريد معرفة سر تلك العادة التي اعتدتها .. " اليوم هو يوم ميلادي و اعتادت أمي منذ نعومة أظافري أن تلتقط لي صورة بهذا اليوم و تضعها بألبوم صور خاص بي .. في البداية لم اكن أفهم لم تلك العادة .. ظننتها تريد أن تسجل التغيرات الشكلية التي تطرأ عليّ من عام لأخر .. و صرت أفعل هذا الفعل دون تفكير مني ألتقط صورة عيد ميلادي كما اعتدت أن افعل في وجود أمي .. ظللت أفعل ذلك لفترة طويلة كتخليد لذكراها داخلي .. و لكن منذ بضعة اعوام فقط فهمت مغزي تلك العادة .. فهمت أن تلك الصور لم تكن توضح تغيرات الشكل فقط بل تغيرات النفس ايضا .. توضح تلك الصور أني كبرت .. كبرت شكلا و مضمونا .. توضح البراءة التي تتلاشي بمرور الأعوام .. و الهموم التي تزداد و تقع علي كاهليك عام بعد عام .. تلك الإبتسامات التي كانت ترتسم علي شفاهنا ببراءة في صغرنا صارت إبتسامات ترتسم في تلك الصور إخفاءً لحزن و هم أصابنا .. إنها ليست مجرد صور تُلتقط إنها تسجيل للحياة " .. ابتسم المصور للرجل و حدثه : إذا دعني سيدي أشارك بتسجيل تلك السنه من حياتك .. إبتسم سيدي و لكن ليس إخفاءً للهموم بل اجعل إبتسامتك سلاحا تهزمها به .. سلاحا يقهر كل حزن يحاول غزو حياتك .. إبتسم و زين حياتك بإبتسامتك ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق