إن العقل حين يرسو على شاطئ الحقيقة لهو عقل الخبرة والحكمة.. عقل أولي الألباب والرشاد..
فهو عقل أصبح يرى المساوئ والمميزات.. أصبح أقدر عقل على كشف المخططات والمؤامرات.. أصبح أقدر عقل على تشخيص الحالات ووضع «روشتة» العلاج السليمة لها.. أصبح عقلاً يرى قريب الأمور وبعيدها بعين الفراسة وقلب الملهم الحكيم..
لقد أصبح عقولاً في عقل واحد.. شخوصًا في شخص واحد.. علومًا في علم واحد.. استخلاصًا لفكر من أفكار.. استخلاصًا لحياة من حيوات.. فهو قد عاش كل الاحتمالات والظنون..
إنه الآن أصبح يرى الأمور بعين المصحح والناقد البصير.. إنه الآن أصبح يستطيع التعبير عن الحقائق والأفكار بشكل سليم ودقيق جدًّا.. إنه الآن أصبح يؤتي أكله بشكل وفير غزير..
فالإيمان حين يتأكد بعد الشك لهو إيمان عميق حيوي مبصر مؤثر مثمر.. إيمان له طعم وحلاوة وسعادة.. إيمان قوي ثابت راسخ في القلوب والعقول لا يشوبه أدنى شك أو تضليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق