الاثنين، 1 فبراير 2016

سامِحنا يا أبي ======بقلمي / إبراهيم فاضل ..



سامِحنا يا أبي
========================================
..سامِحنا يا أبي
..
إذا ما نأينا
..
ونأيتَ عَنَّا
..
يمتزجُ ذوبُ الحُزنُ بأنهارِ الدماء
..
يصقلنا البكاء
..
سنعودُ يوماً حاملين غُصنَ الزيتون
..
سنعودُ يوماً ومعنا ثمار الليمون
..
أو حفنة رمل نفترشها على جمرِ صحراء
..
والعمرُ ينزو والجسدُ يتهالَكْ
..
الحالُ غير الحال
..
نسمعُ صوتَ امرأةٍ تنوحُ من بعيد
..
ونحنُ نتوكأُ على حباتِ الألم
..
نعبرُ من خلالِ الحُفرِ والأشجارِ المهيبة
..
يقتربُ الغروبُ من أشجار الوداعِ العتيقة
..
يتلقانا الآخرون
..
يقهقهون
..
ينهالون على أجسادِنا المتهالكة
..
نُرفرفُ كالعصافيرِ الذبيحة
..
وتعلو بركُ الدماء
..
نزحف
..
نرجُف
..
ينعدمُ الحِسُ بشهقاتٍ مكتومة فيحترقُ الهواء
..
سنعودُ تحت القناديلِ المتوهجة ونكملُ الرسالة
..
كُنَّا نصرخُ والناسً نيام
..
نتطايرُ كالورق لا يرانا إلاَّ الظلام
..
كلُ يومٍ ننتظرُ الشمسَ أنْ ترحل ونتغطَّى بالرماد
..
لا مُنقذ لنا في السهولِ وفي الجبال
..
تحتضرُ الطُرقُ تحتَ راياتِ الإبادة
..
تسقطُ الأيامُ من يدِنا كالثمار
..
والدمُ يتنقَلُ بين الشوارع
..
تمضي ونمضي مثلما تمضي خُطانا بالرحيل
..
نسجنا خيوطَ المطرِ أثواباً من رمادٍ قتيل
..
رسمنا أهدابَ الصباحِ ووجهَ المساء
..
بريشةٍ مسمومةٍ تنزفُ بالدماء
..
نسمعُ صراخَ الصغار وسطَ الحريق
..
والكلُّ في نومٍ عميق
..
وقلبي الملهوف لا يطيق
..
==========================================
..
بقلمي / إبراهيم فاضل
..
==========================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق