الخميس، 21 أبريل 2016

( تابوت الياسمين) : /( نبيل جباري). ً

( تابوت الياسمين) :
تبَّاً لكم
تبّاً لمن أذْكَى عروق الشوق في ليلٍ تنام به القلوبْ.
تبّاً لمن أرخى جفون الصمت، واعتقل الأناملْ.
وأذاب شمع الحرف في كفّيْهِ، فاحترق اليراع بلا ذنوبْ.
تبّا لكم . إن كان هذا الطّرْف سهماً قاتلاً...
والروح فيضٌ من سلاسلْ.
تبّاً لكم
تبّاً لكل حكايةٍ كانت ترتّلها مزامير العنادل في دَمِي.
والأغنيات المحصنات لدى الربابة لا تنامْ.
والشوق مجنونٌ يساهر رفرةً حرّى، وينتزع الكرى من مقلتيَّ، ولا يفارقه فمي.
تبّاً لكم
فأنا الذي احترف الجنون بعشقهِ حَذَر المشانق أن تصيب العاشقين..
وأنا الذي رتّلت أسفار القلوب، ولم أقفْ.
والشعر نبضٌ في عروقي لم يجفْ. والسلسبيل يمدّني بالأمنيات ولا يزال.
فلمن يخضّب نفسه بالعطر ( طوقُ الياسمين).
تبّاً لمن خنق المسرّة في عيون النّاي واعتنق السكوتْ.
والقلب طفلٌ لا ينام من الأرقْ.
تبّاً لمن غسل المودّة ثم حنّطها بأعذارٍ، وألقى في الجحيم...
وقد أضلّ وقد غوى
تبّاً لكم ولكل ذكرى لا تموت.
ولكل ليلٍ لا يباغتهُ الفَلَقْ.
تبّاً لكم
تبّاً لمن يصغي ولا يصغي لسوطٍ في يد الجلّاد، يضرب حيث شاءْ 
وحسيسُ شوقٍ مستطيرْ
يصغي لقعقعة المشاعر بين أعجاز الحروف كما يشاءْ.
وينام كي يلغي المراحل كلها، والبحر، والإنسان، في هذا المساء
تبّاً لكم ولكل وصلٍ واشتغالٍ والتفاتٍ في الضمير.
تبّاً لكم 
تبّاً لمن ألقى بتابوت الحنان لأجل فرعونٍ وهامان الذي لم يبنِ صرحاً كي يطلّ على النّساءْ...
دعْ لي عصايَ، فإنها مجداف روحي واليراعْ
وإنها أُمُّ المتاعْ
فلا تخاطرْ ( يا بن أُمَّ ) إذا أخذت براحتي في قبضةٍ للسامرىّ.
وافتح زنازين العزيز...
فإنّ قلبي في محاجرها مُضاعْ !!!
تبّاً لكم
ولكل سحْرٍ في العيون يخطّهُ هاروت في كل المدائن غير بابلْ
تبّاً لمن زرع الجراح على القلوب ليستريح...
وينام مثل الطفل في متن الضريحْ !!!
تبّاً لمن شقَّ الصفوف وهدَّ أسوار النّهود، وقَدَّ ألحان الخلاخلْ...
تباً لكم 
ولكل سحرٍ جاء من أقصى حنايا الروح يسعى لا يطيق الانتطارْ..
والناس يأتمرون... فاخرجْ خائفاً مترقّباً... قبل البزوغ والمرجِفون يُسَوِّرون الأعين البيضاء عن ريحٍ يرسِّخها القميص !!!
والليل ينقش في ضلوع الحبّ قبراً للنهارْ...
تبّاً لكم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق