الأحد، 22 مايو 2016

# أبو ضحكة جنان /مجيد الزبيدي


# أبو ضحكة جنان 
.........................( النص ربما ليس قصة بل لوحة حياتية معاشة)
كانت تخطفُ نفسَها من يين رائحة البصل والثوم وفرم الطماطم واللحمة في مطبخها ضحى كل يوم لتمسك بهاتفها وتبدأ بكتابة ونشر (حكمها) ونصائحها والدروس الكبيرة المستنبطة التي تعلمتها من الحياة ، او من مبتكرات عقلها ،فهي لا تريد أن تبخل بتجاربها الحياتية الطويلة على أصدقائها الفيسبوكيين الكثيرين ، إذ وجدتْ في ذلك تسليةً ، وتزجيةً للوقت وقتلا للفراغ وسعادةً وغبطةً تنسيها كل تعب ، بل حتى بدأت تنسيها نفسها ،حينما تردها التعليقات الكثيرة ووجهات النظر التي توافق رأيها او تخالفه .لم تكن تعبه كثيرا لنسيان طبيخها حين تفسده النار.مادام الزوج العزيز في سفر بعيد.والأولاد يمكن إقناعهم بلفات السندويج من المطعم الشعبي القريب.تمنّت لو كان بإمكان الفيس استيعاب عدد أكبر من الأصدقاء الجدد فقد وصل عديد أصدقائها الحد الأقصى المسموح به .
بعد شهور عاد الزوج من سفره ،وأول ما فعله وفاجأها به ،ألغاء خط أشتراكه في النت .حينما أعلنت استهجانها و احتجاجها بشدة ؛قال مبتسما بتهكم: كنتُ أحد أصدقائك على الفيس باسم مستعار وأتابع هذيانك وحكمك ونصائحك المجانية التي كنت تتكرمين بها على عديد اصدقائك.الله وحده يعلم كم أفسدتِ من طعام أولادكِ المساكين وأنتِ تقضبن الساعات في الرد على هذا وهذه. ولو أنكِ كنتِ تطبّيقين معشارَ ماتنصحين به هؤلاء المسكينات اللاتي يصدّقن أقوالكِ ،لكنتُ أسعدَ رجلٍ على وجه الأرض زوجتي العزيزة.الآن أقولها لكِ ،انا(ابو ضحكه جنان)صديقك على الفيس الذي كنتِ تحاورينه طويلا صباح ومساء كل يوم...بهتت، وتناثرت اجزاء هاتفها على الأرض ، وهي تتهاوى على أقرب أريكة...
..................
مجيد الزبيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق