الاثنين، 8 أغسطس 2016

" مشاتل ... القمر " / نعمات موسى /


*********************

" مشاتل ... القمر "


"" وقفت حائرة أمام أبواب كانت تظنها مغلقة تتﻻعب بأقفالها مقدرات الزمن التي عﻻها الصدأ ، وانصرفت عنها همسات الصدى ، وتوارى أنين الوجود .
وفي لحظة هربت من دقائق اﻹنتظار التي كانت قد انزوت في اﻷحﻻم ، واختفت خلف نقاب اﻷمل مختبئة بين أشباح الغد .
في هذه اللحظة تبدد الظﻻم ، وتنفس الصبح ، وفتح .... 
... باب السﻻم ...
يطل منه حارس الجنة يحمل بيده طائرا" صغيرا" يبدو أنه كان يناجيه لما بدا على محياه الرضا واﻹشراق .
سألته عن اﻷبواب ؟ فقال لها : كلها تبصر وهداية خلفها تتخمر المشاعر وتصفو النفوس . 
فهذا .. باب الوفاء .. نقطف من أرجائه 
اﻹرتقاء إلى صفاء القلوب المشبع بالبياض.
وهذا .. باب النقاء .. نرتوي من زهره رحيق اﻹلفة الصادقة وخفاياه منارة سامية تلتف حول القلوب الطيبة .
وهذا .. باب اﻹخﻻص .. من يدخله يتحلى بروح مﻻئكية ويصغي لصوت الحق المداوي لغصات اﻷلم .
أما هذا .. الباب الضيق الصغير ؟ خلفه الحياة التي تنشدها القلوب عزفا" على أوتار هﻻمية ﻻ يراها إﻻ من يعزف عليها .خلفه اﻷزهار الزكية ، واﻷرواح التي تفيض عذوبة ، واﻷفق الذي نعبره في عربة الجمال ، ومنه نخرج أطفاﻻ" نستبق بعد أن نطوي أعمارنا في سجﻻت اﻷمس .أمسك حار الجنة يد ليلى وانطلق بها عبر الباب الضيق الصغير واتجها إلى مشاتل القمر لقطف براعم الود ، ومن ثم إلى مدار الشمس لجدل ضفائرها على حواف نهر صغير ﻻصطياد اﻷحﻻم التي تنبض بداخلهما .. ومنها العبور إلى شاطئ بحر الحياة لدفن أصداف العمر الصدئة في رمال اﻷمس . وعلى الجانب اﻵخر إلى واحة اﻷيام لجمع حبات توت السياج الشهية كأحﻻم الطفولة التي تمر بين ضفاف السنين . وعلى حافة القدر وقف الحارس يسأله : هذا باب الحب الضيق الصغير .. هل خلفه الحب جنون ؟ وجاء الوحي بالرد : الحب مكرمة من الخالقﻷمل رقيق كنسائم الربيع قبل الغروب ..
شد على يدها ..وطوق كتفيها بذراعه ..ووقف يتأمل معها عابري اﻷبواب التي تلتقي عند باب الحب الضيق الصغير المفتوح على مساحات مزروعة باﻷمل .

....................
...... ...... بقلمي ....
/ نعمات موسى /
( موثقة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق