قال الشاعر السوري ابن حماة "مصطفى قاسم عباس
وجمر البعد ألهب لي كياني___وأشعل بين أحشائي فتيلا
وهذه معارضتي له بعنوان
بين القبور
ظلالُ الدَّوحِ مالت بي قليلاً ___إلى ذكرى وقفتُ ولن أقيلا
تأمَّلتُ الخطى مرَّت قريباً ___ بكيتُ بأدمعٍ تُردي العليلا
أنا في غربةٍ لا عيش فيها___لمن فقد الأحبَّةَ والخليلا
لقد كانوا عواناً في زمانٍ ___ يشدُّ مراكبي كي لا تميلا
على سطر الحنانِ بكيتُ دمعاً ___لنار القلبِ لم يُطفىء فتيلا
إذا أنَّ الغريبُ سمعتُ صوتاً ___ يترجمهُ الفؤادُ دماً قتيلا
أيا وطناً زُرِعْتُ بِهِ طويلاً ___ فكيفَ ينامُ من حرقَ النَّجيلا
عجيبٌ أمرُ أُمَّتنا بعزٍّ ___ تطامنَ من هزيلٍ صارَ قيلا
زعيمٌ للمهانةِ في بلادي ___ يجُيدُ خُطى التَّنازُلِ والصَّهيلا
وينسى في الثَّرى كم من شهيدٍ ___وكم من حُرَّةٍ فقدت أصيلا
وكم عانى اليتيمُ بُعيدَ عِزٍّ ___ وكم كان الهوانُ بِهِ ثقيلا
وقد ضاقت بنا كُلُّ المنافي___ وذقنا من مرارتها الوبيلا
وقد صالت بنا خيلُ الأعادي ___ ودكَّت ما بدا وهماً جميلا
يريدُ عدوُّنا مِنَّا زوالاً ___ وبُعداً لا يرى منَّا نزيلا
فلا تترك بلادك للأعادي___ ولو جمعوا عليك المستحيلا
ومن ترك الدِّيارَ غدا ذليلاً___ فلا تُزمِع عن الدَّار الرّحيلا
وقد ذرفت عيون الخلقِ دهراً ___وما أمست لهم تشفي غليلا
أُغادِرُ من عرفتُ لهم قبوراً ___ودنيا لا أرى فيها جميلا
لقد جمعت مقابرُنا شقاءً ___لأخرى قد أرى فيها بديلا
صلاةٌ من لدن ربٍّ رحيمٍ ___ على من كان للأقصى دليلا
بأعداد الَّذين قضوا وبادوا ___ ومن بات السّرابُ لهم سبيلا
الجمعة 27 محرَّم 1438 ه
28 أُكتوبر 2016 م
زكيَّة أبو شاويش_ أُم إسلام
وجمر البعد ألهب لي كياني___وأشعل بين أحشائي فتيلا
وهذه معارضتي له بعنوان
بين القبور
ظلالُ الدَّوحِ مالت بي قليلاً ___إلى ذكرى وقفتُ ولن أقيلا
تأمَّلتُ الخطى مرَّت قريباً ___ بكيتُ بأدمعٍ تُردي العليلا
أنا في غربةٍ لا عيش فيها___لمن فقد الأحبَّةَ والخليلا
لقد كانوا عواناً في زمانٍ ___ يشدُّ مراكبي كي لا تميلا
على سطر الحنانِ بكيتُ دمعاً ___لنار القلبِ لم يُطفىء فتيلا
إذا أنَّ الغريبُ سمعتُ صوتاً ___ يترجمهُ الفؤادُ دماً قتيلا
أيا وطناً زُرِعْتُ بِهِ طويلاً ___ فكيفَ ينامُ من حرقَ النَّجيلا
عجيبٌ أمرُ أُمَّتنا بعزٍّ ___ تطامنَ من هزيلٍ صارَ قيلا
زعيمٌ للمهانةِ في بلادي ___ يجُيدُ خُطى التَّنازُلِ والصَّهيلا
وينسى في الثَّرى كم من شهيدٍ ___وكم من حُرَّةٍ فقدت أصيلا
وكم عانى اليتيمُ بُعيدَ عِزٍّ ___ وكم كان الهوانُ بِهِ ثقيلا
وقد ضاقت بنا كُلُّ المنافي___ وذقنا من مرارتها الوبيلا
وقد صالت بنا خيلُ الأعادي ___ ودكَّت ما بدا وهماً جميلا
يريدُ عدوُّنا مِنَّا زوالاً ___ وبُعداً لا يرى منَّا نزيلا
فلا تترك بلادك للأعادي___ ولو جمعوا عليك المستحيلا
ومن ترك الدِّيارَ غدا ذليلاً___ فلا تُزمِع عن الدَّار الرّحيلا
وقد ذرفت عيون الخلقِ دهراً ___وما أمست لهم تشفي غليلا
أُغادِرُ من عرفتُ لهم قبوراً ___ودنيا لا أرى فيها جميلا
لقد جمعت مقابرُنا شقاءً ___لأخرى قد أرى فيها بديلا
صلاةٌ من لدن ربٍّ رحيمٍ ___ على من كان للأقصى دليلا
بأعداد الَّذين قضوا وبادوا ___ ومن بات السّرابُ لهم سبيلا
الجمعة 27 محرَّم 1438 ه
28 أُكتوبر 2016 م
زكيَّة أبو شاويش_ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق