الريحُ هَاجَتْ في فَزَعْ,
والبَابُ جَاهَدَ وانخَلعْ.
فاجتاحني سُهْدٌ عَتَا,
يَقْتَاتُ غَيْظي يَتّسَعْ.
جَرَّدْتُ صَبْري أدْحَرَهْ ,
أضْنَى مَنامِي وابَرَعْ .
كيفَ أُداوِي هَاجِسِي ؟
ارتاحُ مِن ليلِ النَزَعْ.
رُمْتُ الكَرَى كي يَلْفُظَهْ,
فارتَدَّ يَقسُو في جَشَعْ.
طِرت إلَى غَيْبِ المَدَى ,
أَهْذَى بِقَولٍ مُصْطَنَعْ.
في نارِ ضَغْني أُضْرِمَتْ,
آهِي وغَالَتْ بالوَجَعْ .
من رَدمِ مَاضٍ حَافِلٍ ,
آثَرْتُ شعراً أو سَجعْ.
بِالذَّمِّ لو أَغرَقتُهُ !!!
غابَ قَليلاً وارْتَجَعْ.
الصمتُ يشكوني المَلَلْ.
والكبتُ من بُؤْسي فَقَعْ.
لا صوت آتٍ لا قدم,
والليلُ يَنعَى بالسَّمَعْ .
هل تنأى عنّي يا أرَقٌ ؟
أم أشتَكِي للمُجْتَمَعْ ؟.
البدرُ بالشَّمسِ اقتفَى ,
والنَّجْمُ بالفَجْرِ هَجَعْ.
طيبُ النَّدَى قد زَفَّ لِي :
صُبْحَاً بِنَجمٍ قد زَلَعْ .
والدّيكُ صَاحَ جَاهِراً ,
إهْتَلَّ حُبِّي وسَطَعْ.
لا صوت يُشنِفُ في الورى,
هَدْجُ الحَبيبةِ قد لَمَعْ .
طَلَّتْ كَبَدرٍ في الُّدُّجَى ,
والسُّهْدُ يَنْأَى بالوَلَعْ .
أنْغَامُ عِشْقِي دَنْدَنَتْ ,
والقلبُ للقلبِ ضَرَعْ .
العينُ أَنْشَتْ صَبْوَهَا ,
والسُّهدُ للحُبِّ خشَع .
يا سُهدُ إنْ كُنتَ السَّبَبْ,
ألقَى الحَبيبَةَ تَندفع.
كالماءِ يَجْري من عَلٍ ,
عَاوِدْ ومَا شِئتَ ابتَلع .
الحبُّ خَمرِي في الأَرَقْ ,
إِن رُمتُهُ لن يُنْتَزَعْ .
احمد طه
كوكب ابو الهيجاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق