الاثنين، 20 أبريل 2020

#هلالُ_خير_بقلم.د.عبده عبد الرازق أبو العلا


---------------
عانَـى الهلالُ إذا رآنــا نـعـتَــزِلْ------لـيـعـيـــدَ أيـــامَ الـهـنــاءِ المـكـتـمِــلْ
يخشى ظهوراً ، فالجِواءُ تعكرتْ------بـوباءِ فـيـروسِ الكـورونـةِ يـنـتَـقِــل
ورأى بِطَـلَّتـهِ النفوسَ وقد حـوت------خـوفَ اللقــاءِ،ومثـلَ هـذا قـدْ يُـطِـل
فأكتمـلَ مـن أجـلِ الأنـامِ مُـنَـفِّـثـاً------عـنهـم بصـومِ البيـضِ قـربـاً متصِـل
لـيـعـودَ بالشهـرِ الكريـمِ مُـحـمَّـلاً------بالـخـيـرِ وســمٍ قـد يـلـيـقُ بمُـبـتَـهِـل
ومـؤهِـلاً لـلـنـفـسِ قـبـلـه واعِــداً------كلَ الـخـلائـقِ بـانْـكِـشـافٍ لا يـضِـل
بـصيــامِ أيــامٍ ثـلاثــةِ يـنتـصــف------شهــرٌ كـأنــه صــومُ دَهْــرٍ لا يَـقِــل
فصيــامُ هذي قـد تـكـونُ بـشـارةً------مـن فـيضِـهـا نجـدُ الصـلاحَ ونعتـدِل
فهـو المـؤرخُ في الزمـانِ منـازلاً------مدلـولُ شـهـرٍ يـأتـي فـينـا ويسـتهِـل
نـدعــو الإلــهَ إذا أهــلَ هِــلالُـــه------ليُـجَـنِّــبَ الأحـيـاءَ شــراً مُـشْـتَـعِــل
ومُكَلَّفٌ مـن عنـدِ خالـقِ إن قضَى------أمـراً . فـأمــرُه نـافــذٌ لا يَـحـتَـمِــل
و فضـائــلٌ تُؤتـي الأنـامُ إذا أتَـى------مِـنْ مـوْلِــدٍ حـتـى اكتمـالٍ مُـتَـصِــل
و مُفـاضِـلٌ بيـن الشهـورِ بحكمــةٍ------كشهـورِ حُـرُمٍ قــدْ تُـعـاودنـا تَـظِــل
فيهـا القتــالُ محـرمٌ بـيـن الأمـــم------والدفــعُ مـكـفــولٌ بـعَــدْوٍ يـسـتـطِــل
يأتي خميسـُه تحـتَ ظـلِ سـنـانِـه------ويريــدُ فـتـكــاً بـالأصـولِ ولا يـمِــل
فـيُطِيـلُ شهـراً كـيّ يُـزادَ زمـانُـه------وهــو الـنـسـيءُ مـحــرمٌ إذ يـتَـصِــل
خيـرُ الزمـانِ بشهـرِ رمضانٍ فلا------يـأتـي مـثـيـــلٌ أو مـشـابــهُ مُـكـتَـمِـل
فيه الأمــانُ وفيـه تُمْـحَـى ذنـوبُنـا------بل فيــه يُـرفَـــعُ كـلُ فِـعــلٍ قـدْ قُـبِـل
هيـا اجمعـوا فيه الحسـانَ ورددوا------الـلـهُ أكـبــرُ لا ذنــوبَ ؛ ولا نَـضِــل
فقــراءةُ الـقـرآنِ تُـؤتِـي مـحاســناً------بـالـحـرفِ عَـشْــرٍ دونِـهــا لا نأتـمِـل
أما التـقــربُ بالـنــوافــلِ يـعـتـلـي------درجَ الفـرائـضِ والثـوابِ المحتصِـل
فالأجـرُ فيـه مضاعَـفٌ من فضلـه------ومُـنَــزِّلُ الـرحمـاتِ ليـسَ بمـخـتَـزِل
يُعطي الرحيمُ بلا حسابٍ في الدُنـا------مـا بــالُ إن كـان الـقـيــامُ فـلا تَـخِـل
حَـسِـنُ النوايـــا والظـنــونُ بـربـهِ------يَـلْقَـى قَبـُـولاً مـن عـظـيــمٍ فـامـتَـثِـل
فالصـومُ صـومٌ للجــوارحِ إن بــدا------صـومَ الفروجِ وجـوعَ بطـنٍ مُرتَحِل
و قيــامُ ليــلٍ يـسـتـمــدُ خـشــوعَـه------بـيـن الأحبـةِ فـي المسـاجـدِ نـأتَـمِــل
و الدورُ يُسعِـدُهـا القيـامُ إذا غـشَى------نـورُ الصـلاحِ بـذي الفـؤادِ المتَصِـل
و لقــد عَلِمْـنـاهـا منـاسِـكَ لـلـورى------فـي كـلِ عـامٍ إن أتَـى فـيـنـا المُـطِـل
يَعْلُـو الشُهــورَ بفـضـلـهِ وكـيـانــهِ------فـيــهِ الأمــانُ يـعــمُ ، هـيـا فـاكتَـحِـل
ياربُ بلغـنـــا الصـيــامَ و شـهــرَه------رمضـانَ خيـرٍ فـي الـزمـانِ لنبتـهِــل
و ارفع بفضلِـكَ يـا إلـهـي كُـربـــةً------بـاتــتْ وبـالاً حـيــن قــلَّ المُحتَـمِـــل
فالصـومُ يشفَــعُ إن أتـاكَ كسـابــقٍ------فـامـنحـنـــا خَـيْــرَهُ يا إلهـي لا تَـقِــل
فيـه الجِنــانُ مُـفَــتَـحـاً أبــوابُـهـــا------والـنــارُ تُغـلَـقُ فيـه شـهــرٌ مستـقِــل
أمـا الشيـاطيــنُ الكـبــارُ تـغـلَّـلــوا------حتـى تُبَـاعِـدَنــا الـوسـاوسُ إذ نَضِـل
و انظـر إلينــا ربَنــا مـن فـوْقِـنـــا------وبـرحـمَـــةٍ مـنـكَ النسـائــمُ تستَـهِــل
و اغشانـا من فيْضِ النعيمِ وكن لنا------فـي شهـرِ محمـودٍ لـديـْكَ كمـا يـحِـل
فيـه الوصـالُ و نـيْــلُ وُدٍ يُـجـتـبَـى------بـيــن الأحِـبــةِ والأقــاربِ لا يَـــزِل
فيَعُـدُّ نفســاً مـن خــلالِ شـعـــائــرٍ------تَـرقـى وتـسـمـو فـوقَ نـزغٍ مستغِـل
يا ربُ بلِّغْـنــا بجــاهِـــكَ نـعـمَــــةً------وامنحنــا شهـراً مـن خـلالِكَ مُكْتَـمِـل
-----------------
بقلم.د.عبده عبد الرازق أبو العلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق