======
كمال مسرت
=======
رسالة السلام ..
========
بما تهمس لك الرياح العابرة ..
أيها الرسول المبجل ..
فأنت مني و أنا من فراغ الغيب و الرسالة ..
جئت وحدي ..
أوصيك ..
إن هبت اليوم قربك أيها الضال ..
عن وحيي ..
أو قرب الجارة الشهباء ..
فاسألها بلسان قومي ..
هل حكمة الوحي في الحجارة ؟..
أم في الوصايا العشرة ؟..
فقد سمعت تحاوركما صدفة ..
فاكتفيت بالإشارة ..
من فوق المقصلة ..
أشرت لكم .. و لابن أمي ..
إلى المغارة .. أو الحضارة ..
ان سكتْتَ اليوم .. يا أخي ..
فاستمتع بقشيب الحصار .. و ما جرى ..
أوَ تدري يا رفيق محنتي .. كنا في القاهرة ..
نرتشف ألوان الجنة و نسابق الزمان ..
على عرش بلقيس ..
و نسلم على فرسان ساريات الهيكل المنهارة ..
فكنا ثلاثة و كنتم شتى ..
فصرتم ثلاثة و بتنا شتى ..
حين أمنت لسكون العاصفة و لظلال الليل ..
العجوز ..
لماذاَ يا جرحي المتقرح أشعارا .. و بكاء ..
عادتْ بنا الذكريات الى حيفا .. و الخليل ..
أمسية العيد ..
فكنا أيها الرحالة البعيد عني ..
نهلل .. نهرول .. نتخاذل ..
ثم نتبادل الهدايا و الدموع .. و نقول ..
بلسان جًرْهم ..
لا تذبحوا اسماعيل .. لا تذبحوا بني ..
لا تصلبوا المسيح من جديد .. لا تجهضوا ثورتي ..
لا تشنقوا الحقيقة .. كذبا ..
على هامش التوراة و الإنجيل ..
فبالقرآن أيها الرسول ..
عبرنا حدود الثقة .. و نمنا ..
قرب قبورهم .. بلا كفن يستر عاري ..
بين نار و دم .. ننادي بالتئام حلمنا ..
فعرجنا على مُلك عشتار .. بلا موكب يليق بعرشها ..
نرمم الثوار و الأسوار .. نزرع العار .. و الأزهار ..
نلاحق أثار النفط و الدولار ..
فقد لا نعرف حدود دار السلام .. من الأخبار ..
و نحن أهل الغار ..
يا أيها النوام ..
أحس بأنين تونس .. فيصرعني النوم باكرا ..
أقول كفى .. أيها الموت كفاك .. عناقا لنا ..
فلا وقت للخطابة و الشعر .. و قيلولة العصر ..
و لا هوية للبندقية و لا للرسالة .. و لا للسلام ..
و لا قدرة للحَمام على السلام ..
كفى خوفا أيتها الأزهار البرية .. كفاك انحناء ..
من سنابك الريح ..
و من رذاذ السلاح .. الأمريكي ..
انشري جنود رهبتك عاليا .. حلقي ..
و حرري ربيعك .. لأبقى حيا ..
فلن اعود للعدم .. أيتها الرياح ..
الغربية ..
فأنا من عِتْرة المختار ..
و سأبقى كما شاء لي دربنا ..
أن أكون ..
أنا حر ..
أنا عربي ..
و ليشهد التاريخ ..
بقلم : كمال مسرت
المغرب الأقصى