الأحد، 14 يونيو 2015

(أنا من قال وداعا) طلال السامرائي


(أنا من قال وداعا)
مالي ولهو الحديث في القوافيا
فأني لم أبلغ جمالها والنواصيا
صغير حرفي حين يطبع بالحوافيا
والهامش منها عز وجودي ومكانيا
ولا يعلو مدادي فوق جمالها متعاليا
إنما أنا حرف في كيانها متراميا
واللهو لا يعلو بشأن صاحبه متباهيا
بل صغير حين يرقد بينها غافيا
ومالي ومال الجبال وزن ولا عاليا
إنما أنا نهر صغير بين الجبال بواديا
أسقي جمالها وكل من مر بداريا
أنثر شوقي فوق الورد عطرا زاهيا
ولم أعلو بينهم ولم اقل إني عاليا
فياصاحبي تمهل بذكري وكن وافيا
عمر الصغير لم يكن له ذكرا راقيا
بل من جمال قوله يكن بينهم ساميا
وإن مثلي يكن لتقلب الايام واعيا
اليوم أكن بينكم متبسما راضيا
ولعلي غدا أكون حزين باكيا
فياصاحبي دعني احدثك بحاليا
أنا طير مر بواديهم غير متباهيا
وأني لعابر سبيل ولست بداعيا
ومهما بلغ مكوثي لم اكن متناسيا
بأني راحل ولم أكن بينهم باقيا
فهذا حال كل من عمره ساعات وثوانيا
ولا يجني الغرور إلا بعدا متناهيا
واللبيب لا تغره الايام بجمالها
فيعلم انه راحل مهما كان باقيا
فإن كان ذكره عطرا طيبا راقيا
يدوم حيا ولم يكن له الزمان ناسيا
وإن كان غير ذلك فأنه ميت
وأن كان في الحياة باقيا
فيا صاحبي اذكرني
اذا كنت بين طيات الثرى غافيا
وقل هنا كان حبيبا بحب خليله وافيا
طلال السامرائي
14\6\2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق