لو أني أدري ما بحاضري
==================================
إنْ شكونا البعاد يوماً ماذا نقول ؟
أو لفَّنَا الشوق فكيف السبيل ؟
كُنَّا كثيراً ما نتأمل هذا العالم
هذا الوحشُ الأبله
وسطَ خريفِ الحكمة
بين تلافيفِ الأوهامِ النَّكراء
كان الليلُ القادمُ مِنْ كلِ الأنحاء
يلقي فوق الأنهارِ بستائر ظلمة
وأنتِ ما تزالين تنحتين قلبي وروحي
كيف نجعلُ التفاؤلَ متواصلاً
والنبضُ يُحلقُ في النوارس
والأماني تكبر كما الشموس
وهذا الحضورُ في وريدِ الحياةِ الجميلة
الحبُ يخلقُ الفضائل
الحبُ يُهذبُ الأخلاق
يصهر السلوك
يتجاوزُ كل الدنايا المُستحيلة
ويبعثرُ البذور في التربةِ الأصيلة
وأنا أتلفتُ في حضور العقلِ والوجدان
أبحثُ عن سلوكِ الأحياء
أبحثُ في كلِ الأشياء
الوجدانُ الإنساني قد انغلق
والمادياتُ طَمَسَت العاطفة
يشغلنا عواطفنا
عفويتنا
يومنا
أمسنا
كل حياتِنَا
فالحياة الجميلة ليستْ أنْ تشتم الناس
أو أنْ تركضَ في الشوارع
إنَّ الذين جفتْ نفوسهم
ويتطلعون إلى الأشياءِ الجميلة
فلا يرونَ جمالها
ولا يشعرون بحسنها
فلا تبقى أيُّ ذكرى عليلة
وأنتِ واقفةٌ هكذا تُمَشطِّينَ شَعْرَ غيمة
تحت سماءٍ سوداء
بكتْ نجومُها حتى الرمق الأخير
وحتى السأم
تلك هي المأساة
أنْ تنامَ الأشياءُ وكما تركناها بالأمس
تركناها بالأمسِ بأنوثتها الغائبة
وامرأة الحُلم
وقلبي الَّذي أدمتهُ الجُروح
ارحلي دون اعتذار
أصبحتُ أُحِسُّ أنِّي لستُ أنا
أبعُد وأشتري نفسي
يا ضيقَ صدري
ويا جُرحَ عمري
تعبتُ معكِ
لو أدري ما كان بحاضري
لعرفتُ مَنْ حبيبي ومَنْ صاحِبي
==================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
==================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق