الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

تعب السنين .... وخرافة الشيخوخه : يكتبها : محمد عوض الطعامنه

تعب السنين .... وخرافة الشيخوخه : يكتبها : محمد عوض الطعامنه
قال الحكماء : أن الشيخوخة لا تحمي من الحب ولكن الحب يحمي من الشيخوخة ( كوكو شانيل )
-------عندماينقضي العمر وتحل مرحلة الشيخوخة ، ويسدل الليل ستاره على نهار العمر ، لا بد ان يصدع المرء الى التأمل في دراسة عميقة تتصف بالشجاعة والصدقية مع الذات بحيث يقتنع وبإيمان مطلق ان الشباب خير لمن صانه ، وأن الشيخوخة خير لمن زانها ، وأن من صان شبابه ، وزان شيخوخته فقد ادى امانته . تلك هي نظرة الحكماء والفلاسفة لهذه السيكلوجية الإنسانية المعقده .
تعلمت من تعب سنين العمر أنّ مرحلة الشباب تميزت في حياتي بالتعثر والبحث عن الذات بالمجادلة والمطالعة والتردد احياناً ....بينما اشعر ان مرحلة الشيخوخة التي لا اعترف بها تتميز بالنضج والإستقرار والإبداع الذي الحظه في تعاملي مع اترابي واسرتي ، ويظهر لكم جلياً في افكاري وكتاباتي .
تعلمت كذلك ان الشيخوخة التي لا اعترف بها بكونها تتمثل بضغط الماضي وذكرياته الحزينه التي تتزايد على خاطري في كل يوم بينما تتضاءل إمكانات تحقيق اماني المستقبل التي قد ابالغ في رسمها !
....................
اكدت لكم اني لا اعترف بالشيخوخة مطلقاً وانا اضع من حالتي شريحة او قدوة لكل من يعاني من تعب السنين والشعور بالكهولة المبكرة ، واقول لهم : لماذا كل هذا الجزع من الشيخوخة ، ولماذا نرى في مرحلة الشيخوخة ناقوس خطر يدق بابه منذراً بحلول ساعة الموت ، خاصة ونحن نشاهد ان كل المخلوقات مهددة بالموت في كل لحظة ! .
دُعيت قبل اشهر لحضور زفاف احد الأصدقاء السبعينين ، ولما وصلت الى ردهة الفرح في احد الفنادق اندهشت اني لم استطع ان افرق بينه وبين كل الشباب المدعوين من اصحابه واقاربه ، شاهدته مضيئاً يلبس بدلة بيضاء ويضع على رقبته لفحة خمرية تتناسب كثيراً مع حمرة وجهه الخلقية ولون الوردة الحمراء التي تنام وكانها مزروعة هادئة على صدره . وما ان وصلت هناك حتى قادني ليعرفني على عروسه الخمسينية التي يطفح وجهها بشراً وحباً وجمالاً .
تأملت هذا المشهد الرائع وانا استذكر اجيالي عندما تزوجنا ولم يكن بمقدورنا ان نرتدي حذاء جديد يستر اقدامنا المهترئة . وقلت في نفسي هذا العريس هو الشاب والشباب بكل ما تعنيه هذه المشاهد ، بينما كثير من الشباب يعانون من الشيخوخة قبل ان يصلوا الثلاثين . اودعكم وانا مؤمن بقول من قال يوماً ان الإنسان كما يشعر يكون . محمد عوض الطعامنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق